الغوص في قعر المحيط

ماذا تعرف عن الغوص في قعر المحيط؟

أعرف الكثير فقدت كنت هنا مرات عديدة، الظلمة سيدة المكان، كائنات غريبة في كل صوب، لا تدري أي اتجاه صحيح وأي اتجاه مميت، تفقد الإحساس بالمكان وتطرح على نفسك السؤال: أي ترياق يوجد هنا؟ وتبدأ بالشك، هل يمكن أن أجد حل؟ أو خيط أمل أتمسك به أو أي شيء ينجيني من هذا المكان؟ لا تدري، ولكنك تستمر في الحراك ويوما ما لعلك خارج منه إلى مكان أفضل، شاطئ جميلا ينسيك شقاء الطريق مثلا.

كلامك صواب، ولكن الغوص هنا ليس بأسوأ من السباحة في المستنقعات، وقد ذقت الأمرين وأعلم شدة مرارتهما، السباحة هناك لن تشعرك بالقرف وحسب، بل ستشعر أنك في قعر الحياة، ستحتقر ذاتك وعالمك وحياتك، وستصل لمرحلة الانهيار وتتكسر وتصبح أشلاء محطمة كأنك فتات الخبز، ولكن لو استمررت بالسباحة لعلك تخرج منه شخص آخر، ربما تخرج من هناك كأنك عنقاء احترقت وولدت من جديد، ولكن هذا إن استمررت بالحراك فالبقاء ليس خيار لعاقل، والموت ليس خيارك.

إنك على حق، الموت زائر علينا انتظاره، وحتى ذلك الحين لنستمر بالحراك، لعل الذي يقرر موتنا ينجينا من الغم ونرتاح من الغوص  في قعر المحيط.

نُشر بواسطة بوسيف

مجرد رجل يحب الشخبطة بالكلمات

رأيان على “الغوص في قعر المحيط

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ